تخيل أن تبدأ شهرًا جديدًا بخطة واضحة، لا يتراجع حماسك لها بعد عدة أيام .
تنظر إلى مفكرتك… وتجد أنك بالفعل تُنجز، دون صراع، دون جلد ذات، دون شعور بالذنب.
هل يبدو هذا مثاليًا؟ ربما.
لكنه ليس مستحيلًا.
أعترف أن واقعنا مع التخطيط مختلف… أليس كذلك؟
غالبًا تبدأ الخطة بحماسة:
دفتر جديد، صفحة بيضاء، عناوين طموحة، وشعور بالطاقة والدافعية.
ثم بعد أيام… تبدأ الأصوات: “أين الالتزام؟”، “لم أنجز شيئًا!”
تشعر بالذنب، فتضغط على نفسك أكثر.
ثم تنهار… وتغلق الدفتر.
وتظن أن المشكلة فيك وأنك بالأساس كسول، وأنك تضيع الفرص … إلخ
الحقيقة؟ المشكلة ليست فيك… بل في طريقتك في التخطيط.
معظم الخطط تنهار لأنها تفتقد ٣ عناصر لا غنى عنها:
1️⃣ الواقعية
أن تكتب خطة لا تعترف بظروفك، ولا تراعي وقتك وطاقتك…
لكنها فقط كتبت كذلك بسبب حماستك وقت التخطيط
ورغبتك العارمة في حل مشكلاتك والوصول لأهدافك بشكل سريع وفوري
وهو ما أطلق عليه نظرية الميكروويف :)
بمعنى أننا نريد تحقيق أهدافنا بسرعة كما لو كنا نسخن وجبة ما في الميكروويف
لكن الحقيقة أن الإنجازات الحقيقية تأخذ وقتا وتطبخ على نار هادئة
فلا تتعجل النتائج بوضع عشرات المهام والتفاصيل ضمن خططك.
2️⃣ المرونة
الخطة الجيدة ليست سجنًا يقيدك
بل طريق يتّسع، يضيق، يلتفّ… لكنه يوصلك للغاية التي بدأت بالتخطيط من أجلها.
الالتزام لا يعني الجمود، ولذلك تأكد عند وضعك للخطط من وجود هوامش للتغيير،
ومساحات للتنفس، حتى لا تخذلك خططك وقت الأزمات.
تجـــربة واقعــــية👇
أحدنا كان يخطط بحماس وبكفاءة لمشروع يعرف جيدا أنه مهم لتطوره
وأنه إنتهاءه من هذا المشروع الممل، سيجعله يتغلب على أي عوائق أخرى في نطاق عمله
لكن الحقيقة التي لم ينتبه لها وقت التخطيط
هي أهمية وجود مساحة ملائمة من الوقت للتغييرات التي قد تحدث أثناء التنفيذ ، Buffer time
وبالتالي .. فعندما حدثت بعض التغييرات الطارئة وظروف سفر تابعة للعمل .. لم يستطع التأقلم وشعربالاستنزاف فترك الخطة تمامًا وانتق للعمل على وضع الطيار الآلي كما كان يعمل سابقا
عندما عملنا على وضع خطة العمل .. تمكننا من رصد وتحديد مثل هذه الفجوة التي كانت توجد دون وعي في العادة في خططه
ووضع الحلول الملائمة لكي تستمر تلك الخطط.
3️⃣ الدعم والمراجعة
أن تمشي وحدك، معناه أن تتوقف عند أول حفرة.
خاصة مع زحام الحياة وكثرة الملهيات.
لكن إن كان هناك من يسير معك، يسائلك
ينبهك، يلهمك، يراجعك… فأنت بذلك تزيد من فرصك في الوصول.
وجود المتابعة ليس رفاهية… بل عمود أساسي لأي خطة تدوم.
تخيّل مرة أخرى…
أن تستيقظ وأنت تعرف أولوياتك. بشكل واضح وتلتزم بها
وأنك حين تكتب خطتك، تعرف تماما ما الذي تفعله .. ومتي تحتاج خططك إلى التعديل
ومتى وكيف تضع لنفسك حدودا تجبرها على الإلتزام..
هذا ليس خيالًا…بل شيء ممكن مهما كانت تجاربك السابقه مع التخطيط سيئة
لذا إبدأ الآن ولا تتردد
ضع خطة واقعية، مرنة، مدعومة بنظام مراجعة ومسائلة واضح. لتحقق أهدافك دون تشتت أو تسويف.
ورسالتي الأخيرة لك اليوم:






