• مهندس جودة سابقة في شركة عالمية، أعشق التنظيم، وأؤمن أن الفوضى تقتل الإنجاز. أسعى لمساعد القادة والمدراء على استعادة التحكم في حياتهم.

  • Linkedin
  • ahmedyounes@tarkiz360.com

كيف تُعيد برمجة دماغك لتصبح أكثر تركيزًا؟

أحمد يونس
03/09/2025

هل يمكنك زيادة تركيزك وتطوير قدراتك الذهنية

حتى بعد فترات من تواجدك في منطقة الراحة؟

الدماغ البشري مذهل في قدرته على التكيّف

وعلم الأعصاب لم يعد يرى الدماغ كشيء ثابت بعد سن معينة.

كما كان يظن العلماء سابقًا أن الدماغ لا تتغير

يشرح عالم الأعصاب ريتشارد ديفيدسون في كتابه

The Emotional Life of the Brain

أننا كنا نظن لسنوات أن دماغ البالغين لا يتغير، لكننا نعلم الآن أنه يملك قدرة مذهلة

تُعرف بـالمرونة العصبية (Neuroplasticity)

ومعنى ذلك أن هناك إمكانية لتغيير بنية ووظيفة الدماغ استجابةً للأفكار أو التجارب.

التي نمر بها.

وهنا يكمن السر .. وهو أن …

فلتطوير مهاراتك في أي جانب من جوانب حياتك

وجه جزء من انتباهك الواعي لما تريد تطويره مع التكرار

وهذا له تقنيات سأشاركها معك مستقبلا


مثال حيّ: كيف تُطوّر برمجة دماغك؟

أحدنا كان يعاني من تشتت مزمن، يفتح بريده الالكتروني، وبعد عدة دقائق يتذكر مهمة ما فينصرف لآدائها

وما هي إلا دقائق حتى يتوجه ليفحص رسائل متأخرة لم يرد عليها عبر الواتساب

ثم يرجع محاولاً استجماع تركيزه ليحضر لاجتماع مهم!

وهكذا يتنقل بين عدة مهام جانبية للتهرب من البدء بمهمة معينة يعرف جيدأ أنها ضرورية

لأنها تتجاوز حجم الضفدع بكثير من وجهة نظره!

والنتيجة أن ينتهي يومه دون أن يُنجز شيئًا من هذه المهام ذات الأولوية.

ما الذي اختلف بعد إدراكه لمفهوم المرونه العصبية؟

قرر البدء بتجربة بسيطة لكنها تشبه المفتاح الذي يفتح له باب التركيز خلال اليوم!

هذه المهمة تلخصت في أن

يلقي هاتفه في غرفة أخرى مع وضعه على الصامت!

ثم يجلس 5 دقائق فقط في كل صباح، يكتب فيها

ما هي أهم 3 أولويات لي اليوم؟

ويدخل عصف ذهني في هذه الدقائق الخمس بكتابة الكثير من الأفكار (دون تعديل في هذه المرحلة)

يليها إستخدام القيم التي حددناها في جلسات فوكـــس لاب لتقييم كل القائمة التي كتبها

وبالتالي يأخذ قرار الإختيار من بين كل ما كتب دون تردد مع شعور أنه لم يفوته شيء..

في البداية، كانت أفكاره تهرب، وذهنه يتشتت نوعا ما

لكن بعد أشهر من التكرار والممارسة المقصودة لهذا الروتين،

لاحظ أنه صار يدخل في وضع العمل بتركيز أسرع، ويخرج منه بصعوبة (وهذه علامة تقدم ممتازة!).


ما الذي حدث فعليًا في دماغ صديقنا؟ 🧠

علميًا، كل مرة اختار التركيز على هذه المهمة الواحدة، أنشأ طريقًا عصبيًا جديدًا داخل الدماغ

وكل مرة كرّر هذا السلوك، أصبح الطريق أسرع وأسهل.

تمامًا كما يُمهَّد درب في الغابة بعد أن يسير عليه الناس كثيرًا.

وتماما كما تتعلم القيادة

وهذه هي المرونة العصبية في أوضح وأبسط صورها.

أنت حرفيًا تعيد تشكيل دماغك… بخيارات صغيرة، تتكررها يوميًا.


أمثلة تطبيقية لاستغلال قدرات مرونة دماغك العصبية:

🔸 كتابة أولويات اليوم لمدة خمس دقائق أول كل يوم.

🔸 قضاء وقت جيد بتركيز وحضور لعدة دقائق مع أولادك.

🔸 كتابة الأفكار المزعجة فور ورودها (لتُخرجها من رأسك وتمنع التشويش).

🔸 خلق روتين تركيز محدد (مثلاً: قهوة + مؤقت + مهمة واحدة).

🔸 مراجعة ما حدث في نهاية اليوم: متى كنت حاضرًا؟ ومتى تشتت؟

الخلاصة:

“نحن ما نكرره باستمرار، لذا التميز ليس فعلاً بل عادة.”

أرسطو


🎙️ والآن فكر لدقائق وتأمل ..

ما الممارسة الصغيرة التي أدى تكرارها لتأثير واضح على تركيزك؟

#مهندس_التركيز

مقالات متعلقة

هل أنت مستعد للخطوة التالية؟

لا أعِدك بتغيير فوري فلست ساحرًا 🪄 لكن أعِدك بخطوة أولى حقيقية، تأخذك من الفوضى إلى الوضوح ومن التشتت إلى التركيز 🧠