في غرفة الاجتماعات، تحدّث بجدية عن ضرورة تسليم المشروع في موعده.
أنهى كلمته بثقة… ثم نظر لفريقه وقال: “هل من أسئلة؟”
ساد الصمت.
ثم تلاه: “تمام… نبدأ التنفيذ.”
لكن الحقيقة؟
أغلب من في الغرفة لم يفهم المهام جيدًا،
بعضهم شعر بالتوتر، وآخرون لم يقتنعوا أصلًا بالخطة.
وآخرون لديهم صراعات منها الخفي والمعلن مع أفراد آخرين ضمن الفريق ….
في اليوم التالي، بدأ التنفيذ… وبدأت الأخطاء.
اتكالية من بعض أفراد الفريق
تأخير في مواعيد التسليم ..
جوده عمل منخفضة
لوم للآخرين .. إلخ
أين المشكلة؟
قلة خبرة؟ نقص مهارات؟ غموض في المهام؟
ربما …. لكن كل ما سبق يسهل حله ويمكن إيجاد حلول تدريبية وغيرها له
المشكلة الأعمق هي:
غياب الحضور الذهني للقائد
في اللحظة التي كانت بحاجة لهذا الحضور
لم ينتبه لإيماءات التردد.
لم يلتقط نظرة القلق،
ولم يلحظ كيف أن أحدهم أراد الكلام… ثم تراجع.
كان حاضرًا بجسده، لكنه لم يكن “موجودًا” فعليًا.
💡 المديرون لا يخسرون ثقة فرقهم لأنهم يفتقدون المعرفة أو الخبرة …
بل لأنهم يفتقدون الانتباه العاطفي
Emotional attention
وتعني: القدرة على إدراك المشاعر والاهتمام بها،
سواء كانت مشاعرك أو مشاعر الآخرين.

لنكن واضحين ..
أنت لا تعمل مع ملفات وأرقام، ومشاريع فقط،
بل مع مشاعر، وتوقعات، وأحيانًا… جراح لا تُرى.
↳ وهنا تحديدًا، تأتي واحدة من أكثر المهارات القيادية إغفالًا:
الذكاء العاطفي!
ويعني أن يكون لديك حضور ذهني عاطفي دون انغماس.
وأن تُنصت لتفهم، لا لترد.
ويعني أن ترى ما وراء الكلمات… دون أن تُسقط عليها ظنونك أو تصوراتك المسبقة.
إنه أداة استراتيجية، تساعدك على تحسين قراراتك… لا تضعفها.
عندما تتقن الإصغاء لما يحدث فعلًا (لا لما تظنه فقط)،
تبدأ في التقاط التفاصيل الدقيقة التي يصعب أن تُقال بصراحة:
التردد، الرفض، الحماس الصامت، الحذر، الثقة المكسورة…
وكلما زاد وعيك بذلك، زاد تركيزك في إدارة الفريق،
وقلّت المفاجآت المربكة في النتائج.

وإليك – عزيزي القائد المتميز – المستمر في القراءة إلى الآن:)
أسئلة تساعدك على التطور بعد كل اجتماع
هل هناك علامات خفية على فقدان ارتباط فريقي أو بعضه بي؟
هل تواصلت مع فريقي بصدق وانفتاح حقيقي؟
هل كنت حاضرًا بكامل تركيزي أثناء الإجتماع؟
لو أتيحت الفرصة لإعادة الإجتماع من جديد فما الذي سأنتبه له أكثر؟
الإجابة عن هذه الأسئلة دون مجاملة نفسك
ستكشف نقاطك العمياء
وستغير طريقة تواصلك وتقوي حضورك.
وبلا شك ستعزز آداء فريقك
وختــامًا:
الانتباه هو العملة الأعلى قيمة في عصرنا الحالي
والتعاطف بذكاء ليس مجاملة… بل مهارة قيادية من يُتقنها، يُحسن الإنصات، ويقلّل الصراع،
ويبني جسورًا من الفهم… لا من التوقعات الصامتة.
هل تعتقد أن الآداء يتحسن فعلاً عند إبداء المدير انتباهه للعلامات الخفية والظاهرة
على ضعف آداء واندماج الموظفين؟





