• مهندس جودة سابقة في شركة عالمية، أعشق التنظيم، وأؤمن أن الفوضى تقتل الإنجاز. أسعى لمساعد القادة والمدراء على استعادة التحكم في حياتهم.

  • Linkedin
  • ahmedyounes@tarkiz360.com

توظيف علم النفس المعرفي لتتغلب على التسويف

أحمد يونس
04/09/2025

تبدأ يومك بفتح البريد الإلكتروني لتجد عشرات الإيميلات ..

إشعارات تتزاحم… وخطط تتراكم

تعرف تمامًا ما يجب فعله، والوقت يتاح بين الحين والآخر،

لكن كلما هممت بالبدء… تشعر أن المهمة جبل يضغط على صدرك.

فتؤجّل. ثم تؤجّل. وينتهي يومك مثقلًا بتأنيب الضمير…

هذا ليس كسلًا وليس بحثًا عن راحة بل في أغلب الأحوال نوع من التسويف

حيث تترك المهام ذات الأولوية المرتفعة وتنغمس في الصراعات اليومية..

كيف تنتصر على التسويف في ظل هذا الوضع المرهق؟

🎬 Trailer – حيلة المقطع الدعائي

في كتابه القيّم “الذكاء العاطفي التطبيقي”،شارك الكاتب جاستن بارسبو فكرة ذكية:

وهي أن تتخيل أنك تريد مشاهدة فيلم مدته 90 دقيقه ولا تعرف عنه شيئا

قد لا تتحمس لهذه الفكره.. أليس كذلك؟

بينما من المحتمل أن تكون على استعداد لمشاهدة مقطع دعائي أو تريلر مدته دقائق فيه ملخص أبرز لقطات الفيلم .. وبالتالي فإن معاينة مدتها دقائق قد تقنعك أن الأمر يستحق المتابعه

بالمثل هناك حيلة قديمة تستخدم في العلاج السلوكي المعرفي تسمى قاعدة الدقائق الخمس

بمعني أن تقنع نفسك بالعمل على مهمة ما لمدة خمس دقائق فقط

على أساس أن بإمكانك التخلي عنها بعد ذلك إن لم يكن الأمر يستحق.

وفي أغلب الأحيان، سيكون لديك الدافع للاستمرار فالتحدي الحقيقي يكون في البدء غالبا

قبل البدء في المهمة الثقيلة التالية التي تسوفها،

لا تفكر في تفاصيلها… فقط اضبط منبه لخمس دقائق وابدأ بالعمل مباشرة عليها

إن كنت تؤجل كتابة تقرير تخيل نفسك تفتح الملف وتكتب أول جملة.

إن كنت تماطل في الرد على رسالة تخيل فقط أنك تفتح البريد.

هذه الخطوة الذهنية البسيطة تُعيد برمجة ترددك…

وتجعل البداية أقلّ صعوبة، وأكثر احتمالًا.

إليك مثال واقعي وتطبيقي

أحدنا كان لديه عدة مهام لكنه غارق في أمور قليلة النفع أو حتى المتوسطة منها (( لأنه يجيدها ويحب العمل عليها ))

بينما يسوف ويؤجل مهمة كتابة مقال ما لأنه ينتظر الوقت المثالي لكتابته

لكن … بعدما تعرف لفكرة المقطع الدعائي لجاستن بارسبو قرر البدء بتطبيقها واختبارها عمليًا

وبدأ بالعمل لخمس دقائق على المهمه وهي كتابة المقال الذي يريد كتابته منذ فتره عن التسويف!

✍️ هل انتبهت من الذي أعنيه هنا 🙂؟

إنه أنا… قبل كتابة هذا المقال.

ترددت كثيرًا، وأجّلت البدء أكثر من مره لهذا المقال تحديدا .. لشعوري أني ما أزال بحاجة لبحث أكثر أو إضافة أفكار أخرى عن الأسباب الجذرية المختلفة للتسويف وكيفية علاجها

لكنني تخيلت فقط… أنني أكتب المقدمة.

وبدأت بخمس دقائق فانغمست بكتابة هذا العدد من النشره

وهكذا تحوّلت الفكرة إلى فعل، وها هو المقال بين يديك الآن. 👌

وربما تكون استفدت منه شيئًا .. أخبرني هل كان من الأفضل أن أسوف أم أنشره كما هو الآن؟


لماذا تنجح هذه الطريقة؟

لأن الدماغ لا يفرّق كثيرًا بين الواقع والتصوّر العميق.

وعندما يشعر بالانغماس، يبدأ في إرسال إشارات “الاستعداد” بدلًا من “التهرّب”.

بهذه التقنية البسيطة، يمكتك التخلص من من ذلك التسويف ، وتتمكن من الدخول أكثر من مرة في حالة التركيز العميق (Deep Focus)،

دون أن تضطر لإجبار نفسك بالقوة.


كيف تبدأ الآن:

  1. إختر مهمة تسوفها منذ فترة وتشكل عبئا عليك
  2. ابدأ بالعمل لخمس دقائق فقط دون انتظار أن تكون متحمسا لها.
  3. إستمر إن كان الأمر يستحق .. أو توقف بوعي ودون جلد لذاتك فالأمر إليك بعد الآن

ختامــــــــــًا

أحيانًا لا تحتاج إلى أن “تقاتل التسويف”، بل أن تتحايل عليه بذكاء.

وكلما مارست هذا الحيلة وطبقتها مع المهام التي تؤجلها

أسرعت بالدخول في التركيز، دون ضجيج داخلي ودون مماطلة

هل استفدت شيئا من عدد اليوم من النشره أخبرني

وشارك لنشر الفائدة ♻️

#Tarkiz360

#مهندس_التركيز

مقالات متعلقة

هل أنت مستعد للخطوة التالية؟

لا أعِدك بتغيير فوري فلست ساحرًا 🪄 لكن أعِدك بخطوة أولى حقيقية، تأخذك من الفوضى إلى الوضوح ومن التشتت إلى التركيز 🧠