• مهندس جودة سابقة في شركة عالمية، أعشق التنظيم، وأؤمن أن الفوضى تقتل الإنجاز. أسعى لمساعد القادة والمدراء على استعادة التحكم في حياتهم.

  • Linkedin
  • ahmedyounes@tarkiz360.com

مشاعرك السلبية كوقود للتركــيز!

أحمد يونس
04/09/2025

أنت في نهاية يوم عمل مرهق… رسالة من مديرك تشعرك بالضيق.

فتدخل بدوامة من الأفكار

لماذا كتب بهذه اللهجة؟ هل أخطأت؟ لا أريد أن يعاملني بهذا الأسلوب بعد الآن

هل أجيبه أم أتجاهله وأرد عليه في الغد أو في وقت متأخر؟

في لحظات كهذه، يشعر معظمنا أن المشاعر السلبية عدوّ للتركيز.

لكن الحقيقة: المشاعر السلبية ليست هي المشكلة،

طريقة تعاملك معها هي المشكلة

لأنك عندما تهرب منها مرارًا ستعود ولكنها في كل مرة ستصبح أقوى

كيف تعمل المشاعر السلبية؟

يخبرنا كتاب الذكاء العاطفي التطبيقي أن المشاعر السلبية (القلق، الغضب، الخوف، الإحباط):

  • لا تأتي عبثًا.
  • تحمل رسالة ما
  • تلحّ عليك للالتفات إلى شيء مهم.

لكن حين ترفضها أو تحاول كبتها، تتحول إلى “ضوضاء ذهنية” تشوش تركيزك.

بدلًا من مقاومتها… استقبلها كما تستقبل ضيفًا

يحمل معه هدية وإن كان ضيفا مزعجًا

كيف تتعامل إذا مع هذا الضيف المزعج؟

1️⃣ الخطوة الأولى: تحديد الشعور الذي تمر به بدقة

قل لنفسك بوضوح: “… أنا أشعر الآن بـ غضب / قلق / خوف / إحباط/ حزن “

ولا تقع في الخطأ الذي يقع به معظم الناس

من الخلط بين المشاعر والمعلومات

مثل الشخص الذي يقول

  • .. أشعر أن مديري لا يقدر مجهودي
  • .. أشعر أنه يريد السخرية مني
  • أشعر أني لن أستمر في مكان مثل هذا

كل هذه معلومات لا مشاعر

رجاءًا لا تخلط بينها وبين المشاعر ..

لأن طريقة التعامل الصحيحة تختلف مع كل منهما

فالمشاعر هي ضيوف تأتي وترحل ولذلك لا مفر من تقبلها أيضا فالمشاعر لا تناقش .. بمعنى أنه لا يمكنك أن تخبرني أنك حزين فأخبرك أنك لست كذلك!

أما المعلومات يمكننا النقاش معها وطلب أدلة على صحتها ودقتها وهكذا..


2️⃣ الخطوة الثانية: اسأل هذا الضيف المزعج عن الرسالة

كل شعور سلبي يحمل رسالة (هدية مخبأة) تحتاج منا أن نعيرها انتباهنا

فربما تكون الرسالة التي يحملها لك …

🔸 الخوف ← أن هناك ما تحتاج الإستعداد له بشكل أفضل.

🔸 الغضب ← أن هناك حدود قد انتُهكت وأنك بحاجة لتوكيد ذاتك

🔸 الإحباط ← أن لديك حاجة غير مشبَعة وأهداف لم تتحقق

اسأل نفسك:

  • ما الذي يحاول هذا الشعور تنبيهي إليه؟
  • ما هي الهدية التي قد يحملها بشكل مستتر؟

3️⃣ الخطوة الثالثة: تحويل الشعور إلى وقود للتركيز

بعد أن فهمت الرسالة من الخطوة السابقة

  • حول الخوف إلى إستعداد أفضل لما ستقوم به .. فكلما حَضَّرت بشكل أفضل قل مستوى خوفك
  • حول الغضب إلى وضوح وحدود أفضل في التواصل وقم بتنمية مهاراتك في الذكاء العاطفي
  • حول الإحباط إلى خطة عمل واضحة وكن جادا في الإلتزام بها

مثال عملي:

🔸 بدل أن تغضب أثناء قراءة إيميل سلبي ← خذ 10 دقائق أنصت فيها لنفسك

أو تناول فنجان قهوة ثم عد للرد بشكل واضح ومهني.

🔸 بدل أن يقلقك عرض مهم ← حضّر قائمة تحقق تضمن جاهزيتك.

🔸بعد جلسة تقييم لآدائك شعرت بالإحباط والغضب.

بدل الاستغراق في المشاعر فكر ما الذي يمكنك تحسينه فعلًا للمرة القادمة؟

وبالتالي تخرج بخطّة تطوير واضحة تساعدك على تركيز جهدك فيما يخصّ نقاط ضعفك الحقيقية.

ولا تغفل عن القاعدة الذهبية

المشاعر السلبية وقود مذهل للانطلاق … إذا توقفت عن مقاومتها وبدأت في الإنصات إليها.

وختامـــًا

أود التأكيد على هذه الرسالة التي أنقلها لك من أحد أساتذتي الكوتش حسام الغروري:

“المشاعر كالضيوف منها من هو خفيف وتسعد بوجوده ومنها من هو ثقيل الظل ولا بد منه لكنه يحمل رسالة مفيدة لك”

كلما مرّ عليك شعور سلبي هذا الأسبوع،

توقف… اسأل… وحوّل الشعور إلى طاقة تدفعك للتركيز

بدلا من أن تخطف تركيزك كما تحدثت عن ذلك في العدد السابق بعنوان

كيف تمنع المشاعر من اختطاف تركيزك؟


سؤالي لك اليوم:

ما الشعور السلبي الذي لو أحسنت الاستماع إليه يمكن أن يكون وقودا لك اليوم؟

#Tarkiz360

#مهندس_التركيز

مقالات متعلقة

هل أنت مستعد للخطوة التالية؟

لا أعِدك بتغيير فوري فلست ساحرًا 🪄 لكن أعِدك بخطوة أولى حقيقية، تأخذك من الفوضى إلى الوضوح ومن التشتت إلى التركيز 🧠